ردفا شاكيرا: دراسة في الجسد اللعوب

دراسة في الجسد اللعوب
للجسد ظاهر وباطن، وله وجوه كثيرة. إنه السطح العميق لمن يريد تجاوز المرئي فيه فقط. وإذا كان الجسد يشمل الناس جميعاً. إلا أنه ليس واحداً. فالإنسان حقيقة جسدية، والجسد شاهد عيان فصيح على إعطاء صورة مختلفة عما يكونه في الداخل. أي ما يُبقي الجسد في ذمة الفن.

وجسد شاكيرا حين تغنّي، وحين تُرفِق الصوت بالكلمات، وحين ترفق الاثنين بالحركة، يجد المأخوذ بمتعة الفن وجمالية المرئي، ما هو عميق في الداخل. إنه العمق العمودي طولاً، لكنه العمق الأفقي الذي يوحي بأن ردفي شاكيرا في إيقاع الرقصة اللحمي يمنحان حركة الرقص حضوراً يتجاوز الجسد، وكأنها في مجموعها تسمّي فناً يعلّم، وفناً يهذّب النظر، وفنّاً يؤبّده .

في الردفين، حيث التوسط بين أسفل الجسم وأعلاه، يكون الحد الفاصل بين المبتذل والسامي، أو الدافع باللذة إلى مصاف الروح، وبالطريقة هذه يمكن متابعة ردفيّ شاكيرا باعتبارهما أنموذجين مشهودٌ لهما بالفن، وما يجعل من الجسد اللعوب، والذي يفتن، إيقاظاً لقوى الروح، وربما الدخول في غيبوبة الجسد الذي لا يعود كتلة لحمية، إنما نورانية .

وفي معايشة العلاقة بين كل من الأغنية بموسيقاها، وحركة الجسد المنطلقة والمكثفة في الردفين، تكون الترجمة البصرية والتذوقية الملهمة لجمال الجسد الفني الذي يميّز شاكيرا في كلّيتها.

من هنا، يكون رهان الكتاب، في قراءة تحاول مكاشفة كريستالية الجسد الفني عبر الردفين وقدرتهما على كسب الرهان وتأبيد المشهد فتياً، ديمومياً، عصياً على الشيخوخة .