بلغة أدبية ناضجة، متماسكة، وبخبرة الصحافي والأديب المجرب يصوغ "أحمد الفلاحي"، جديده "تأملات"، ويقدم نصوصاً وأشتغالات تشي بحرفية واضحة، في هذا المجال، وهي عبارة عن جملة مقالات تم نشرها كما يقول المؤلف في الصحافة على مدى ربع قرن من الزمان، تدور كلها في معاني إنسانية متقاربة، وأن بدا أنها متباينة ففيها الحب، وفيها المبدأ، وفيها التفكير، وفيها الروحانية، وفيها الحضارة، وفيها النفاق، وفيها الطمع، وفيها الأحلام وفيها الموت... رؤى عديدة حول جوانب من حياة البشر من اختلافهم وتحاورهم وتغير سلوكهم وتطور أفكارهم.

إنها مقالات ينتظمها هدف واحد محدد هو "الإنسان" في شتى أحواله وانفعالاته وأفعاله ونظراته ومسلكه في هذه الحياة، وبالتأكيد هو يتكلم عن "الإنسان العربي" تحديداً.. وهي في النهاية مقالات تحمل رأي صاحبها ورؤيته.
تحت عنوان (أحلامنا) نقرأ له: "... مهما كانت الهزائم والمرارات، ومهما كان طغيان الزمان وجوره وقسوته، علينا أن نستبقي أحلامنا حية متجددة، وأن نخلفها بعد ذهابنا لأبنائنا بالحرارة والحيوية ذاتها؛ ليسلموها بدورهم إلى أبنائهم تتناقلها الأجيال أمة بعد أمة..." بهذه اللجة العالية، وبهذا النفس المتفائل بقيمة الإنسان والحياة يكتب "أحمد الفلاحي" وكما يقول المثل العربي القديم "وكل إناء بالذي فيه يرشح".