امرؤ القيس من فحول شعراء الجاهلية، يُعدُّ من المقدمين بين ذوي الطبقة الأولى، وفي شعره يلحظ رقة اللفظ وجودة السبك وبلاغة المعاني، سبق الشعراء إلى أشياء ابتدعها واستحسنتها العرب واتبعته عليها الشعراء كوقوفه واستيقافه صحبه في الديار، ورقة النسيب، وقرب المأخذ، وجودة التشبيه وتفننه فيه، ودقة الوصف، وبراعته فيه، وما في وصفه من حياة وحركة، وفي شعره من رمز وتلميح ومن موافقة الألفاظ للمعاني. قيل عن امرؤ القيس أنه لم يسبق الشعراء لأنه قال ما لم يقولوا، ولكنه سبق إلى أشياء فاستحسنها الشعراء واتبعوه فيها لأنه أول من لطف المعاني ومن استوقف على الطلول وقرّب مآخذ الكلام فقيد الأوابد وأجاد الاستعارة والتشبيب، فها ذكر الطلول والالتفات إلى الأحباب والتفنن في الأوصاف، وقد ترك امرؤ القيس مذهباً شعرياً هو الوقوف على الأطلال والبكاء عليها، سار عليه الشعراء من بعده. وهذا الكتاب من سلسلة "ديوان العرب" يجمع بين طياته قصائد امرؤ القيس مرتبة أبجدياً تبعاً للقافية، كما ويحتوي في مقدمته على ترجمة للشاعر مضاف إليها نص معلقته "قفا نبك.