الهدف من القراءة التي يضمها هذا الكتاب والتي تدور حول شعر «بشار بن برد» هو إخراج شعر «بن برد» من حومة التصحيف والتحريف، وتقديمه بقالب جديد يجمع ما بين الدقة في العرض والتنسيق في التسلسل والسهولة في الشرح جاء غامضاً من شعره، ولما خفي من صورة الشعرية المتكررة. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال هو أن بديوان «بن برد» لم يتطلب من المحقق شرحاً مستفيضاً وإنما تطلب منه قراءة صحيحة للمخطوطات التي حملت الديوان.

ولهذا نجد المحقق قد أوجز في الشرح وذلك لما وجده في شعر بشار بن برد من سيرة فى العرض، وسهولة في رسم الصور الشعرية، وتكرار لبعض المواقف والتصرفات وطريقة التعبير عنها. وبالرجوع لسيرة حياة هذا الشاعر نجد أنه يعد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وقد قال شعراً كثيراً في عهد الدولة الأموية ومدح بعض خلفائها ورجالاتها، فلما جاءت الدولة العباسية تحول تحولاً كاملاً بعد أن هجا أب جعفر المنصور ثم غير هذا الهجاء وجعله في أبي مسلم الخرساني، وأصبحت مدائحه في أبي العباس السفاح والمنصور وأكثر من مدح المهدي، والمغالاة في إظهار التعصب للخلافة العباسية.