نبذة النيل والفرات:

إن الباحث في التراث العربي يجده زاخراً بالعلوم المختلفة في شتى وجوه المعرفة، وتعد كتب البلدان والمعاجم الجغرافية من أهم عناصر المكتبة التراثية، فقد ألف فيها عدد من المؤلفين الذين خدموا الأمة العربية بما أورثوه لها من كنوز جغرافية بنيت على سبك أدبي رفيع وحفظت لنا الشواهد الشعرية النادرة والأحداث المثيرة التي تتعلق بتلك المواضع، كما حفظت لنا أسماء القبائل وبلادها وحدودها ومياهها وبعض أيامها، وبذلك تعدّ هذه الكتب كتب جغرافية أدبية تاريخية جامعة. ولقد غطت هذه الكتب رفعة واسعة من البلاد الإسلامية في وهج توسعها وحضارتها، لذلك ومن هذا المنطلق فقد اعتنى "فهاد بن سعد بن هملان السهلي" بدراسة بني كلاب العامريين دراسة نظرية شاملة من خلال معاجم البلدان والتي سوف ترد في ثنايا هذا الكتاب، كما استعان بمعاجم البلدان الحديثة استئناساً بها في تحديد بعض المواضيع القديمة واستكمالاً لموضوع البحث وأهميته. وللمساعدة في معرفة كثيراً من المواضع القديمة سواء من بقي منها محتفظاً باسمه القديم أو من اندثر اسمه أو من تغير اسمه إلى اسم آخر عرف به بعد ذلك.

وقد اشتمل هذا الكتاب على ما ينيف عن سبعمائة موضع جمعها من ثنايا الكتب وأورد أقوال الجغرافيين القدماء فيها ثم قارنها ببعض وغرضها على ما كتبه عنها الجغرافيين المتأخرين. وقد بدأ الكتاب بمقدمة وتمهيد، ثم قسمه إلى بابين تحت كل باب فصلين: الباب الأول: وقد ضمّنه نبذة مختصرة عن فروع بني كلاب، والباب الثاني ضمّنه موضوع الكتاب الرئيسي ونواته، فقد تحدث فيه عن بلاد بني كلاب في القديم والحديث. وألحق بآخر الكتاب ثلاثة فهارس: أحدهما للأماكن والثاني للأعلام والثالث للأمم والقبائل والجماعات.