تعد حوارات خليل حاوي وثيقة نقدية وعلمية لا غني عنها للباحثين في شؤون الأدب والشعر والنقد والفكر العربي والمقارن، حيت تشكل هذه الحوارات عصارة التجربة الفنية والتأمل الفكري لرائد فذ من رواد الشعر العربي الحديث، وهي ليست مجرد سجل تاريخي يختص بزمن مضى وانقضى، بل هي في جانب كبير منها بنت الساعة التي نحياها اليوم، فحاوي استطاع بحدس الشاعر الرائي وثقافة الناقد المتمرس وتأمل المفكر الحصيف، أن يكشف عديد الآفات التي تعاني منها الأمة العربية في حياتها الثقافية والاجتماعية والتربوية والسياسية الراهنة.

هذا ما كتب على غلاف كتاب "في قضايا الشعر والنقد والثقافة حوارات خليل حاوي" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، قام بإعداده وتحريره وتقديمه الدكتورة ريتا عوض، وهي الأكاديمية اللامعة، ومن أقرب الناس إلى حاوي، فهي تلميذته في الجامعة اللبنانية، وأعدت شهادة "الفرشمان" ورسالة الدكتوراه تحت إشرافه.

ترى عوض في متن الكتاب أن "حاوي يتميز بثقافة شاملة وعميقة، وامتلك نظرة ثاقبة في قضايا الأدب والنقد والفكر الفلسفي، وواضح رؤيا في شأن تلك القضايا، وقدرة استثنائية على التعبير عنها تعبيرا علميا ومنهجيا، غير أنه رغم ذلك، ورغم كونه استاذ النقد الأدبي والفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت لحوالي ربع قرن من الزمن، أي منذ أواخر الخمسينيات وحتى عام رحيله الاختياري في العام 1982، فإن كتاباته النقدية والفلسفية لم تتجاوز بضع مقالات متفرقة، ولم يؤلف كتابا في النقد الأدبي أو في الفكر الفلسفي، ما عدا الأطروحتين الجامعيتين اللتين وضعهما لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه".
وتشدد المؤلفة على أن حاوي "خلف لنا تراثا نقديا وفكريا يعتد به حول قضايا الشعر والنقد والثقافة والحضارة والعصر، في صيغة حوارات كانت تجري بينه وبين عدد من المثقفين والصحفيين، نشرت خلال عقدي الستينيات والسبعينيات وحتى أوائل الثمانينيات من القرن العشرين في الصحف والمجلات اللبانية، وفي عدد من الصحف والمجلات الصادرة في الدول العربية". (rasseen.com)