"عندما يحين الوقت ذات جنون، سأصطاد الفضاء وأصافح الغيمة، سأستعير الزوبعة فأترك الدموع الطافرة ورائي دموعاً طافرة أو أذهب. لن أقتفي الرصانة، لن أكتم الصراخ، سأرقص فوق الماء وأعبر إلى الضفة الأخرى، حرّة، عبدة ما همّ! سأعبر. عندما يحين الوقت، ذات فراشة ليلية سأخلع وداعتي التي سئمت، سأخلع ثوبي المتنفر عبثاً، وأضرم الأمس، فأعود ملساء كالأرض من بعيد وأدور على نفسي حول القمر. سأضحك لن يكون ضحكي جزئياً، لن أطير، سأمشي، سأداعب الطريق وأسامر الحجارة وأفجر الشعر من الحصى، سوف تبكي السماء لن أكترث، وستلتهم الريح قلبي الذي قمّره الحب، سيصير الرحيل زناراً يلف ثورتي، سأعانق المسافة وطيور الليل وأحواض الزهر المرتجعة وكل ما أشربه سأمطره على أدغالي، فأجد التربة الضائعة لوردة لم تتفتح بعد في دمي، عندما يحين الوقت ذات فجر بلا ندى، سأجهز بوجهي المتلبد وأدفن وجوهي الصافية، مسكونة بعنادي سأكون، معجونة كخبز الزمن لا أبالي بجمع فتاتي، سأوزع ظلال ضوئي على ذاتي سأجعلها تقطر مثل عسر نقطة نقطة... كي تطفو على وجه النهر تلك المرأة التي أدخرها".

في شعرها اجتيازات لحدود المعنى واستغراقات في الرمزية واختلاسات لصور ماورائية، تنساب كلها ضمن سيالات لغوية تتجاوز الإيقاع، تتجاوز الوزن، لتعبر عن نفس تأبى القيد وتهوى الانعتاق، وتعشق التحليق في سماءات الحرية.