إن الحلال والحرام يدور في فلك التشريع الإسلامي العام وهو تشريع قائم على أساس تحقيق الخير للبشر، ودفع الحرج والعنت عنهم، وإرادة اليسر بهم، ويقوم على درء المفسدة وجلب المصلحة، مصلحة الإنسان كله، جسمه وروحه وعقله، ومصلحة الجماعة كلها؛ أغنياء وفقراء وحكاماً ومحكومين، ورجالاً ونساءً، ومصلحة النوع الإنسان كله؛ بمختلف أجناسه وألوانه، وفي شتى أقطاره وبلدانه، وفي كل عصوره وأجياله. فقد جاء هذا الدين رحمة إلاهية شاملة لعباد الله في آخر طور من أطوار الإنسانية. وكان من آثار هذه الرحمة أن وضع الله عن هذه الأمة الخاتمة آصار الاعنت والتشديد، وأوزار الإباحية والتحلل، التي أدخلها الوثنيون والكتابيون على الحياة فخدموا الطيبات وأحلوا الخبائث. وكان دستور الإسلام في الحلال والحرام يتمثل في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم. هذا وإن أهمية موضوع الحلال والحرام تجعل هذا الكتاب للدكتور القرضاوي، يسد فراغاً في مكتبة المسلم الحديثة ويحل مشكلات كثيرة تعرف للمسلم في حياته الشخصية والأسرية العامة ويجيب على أسئلته الكثيرة: ماذا يحل لي، وماذا يحرّم عليّ؛ وما حكمة تحريم هذا، وإباحة ذاك؟