إن العمليات البيولوجية التي تحدث في المخ وتسهم في خبراتنا وسلوكياتنا اليومية يمكن ملاحظتها وتقييمها والاستفادة منها باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب العلمية الحديثة. ففي أيامنا هذه، نستطيع مراقبة المخ وهو يعالج المعلومات في الوقت الفعلي لذلك، باستخدام تقنيات مسح الدماغ مثل تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ولا تكون الحال هكذا دائمًا، فالدراسة البيولوجية للمخ لا تمثل سوى جانب واحد فقط من دراسة علم النفس. وبينما نفهم الآن أن المخ يمكن أن يقال عنه إنه "يحوي" العقل، هناك أوجه عديدة للتجربة الإنسانية لا يمكن ملاحظتها باستخدام الأساليب البيولوجية، حيث تتطلب منطقًا أكثر دقة وذاتية لمحاولة فهمها.

سنناقش على مدار هذا الكتاب محاولات متعددة في تاريخ علم النفس لتفسير سلوكياتنا، بدءًا من المناهج العلمية التقليدية مثل المنهج البيولوجي ومنهج علم النفس السلوكي، إلى أن نصل إلى المنهج الذاتي لـ "فرويد" وعلم النفس الديناميكي.