select image to view/enlarge/scroll
Shop With Security
Bringing you the best selections in partnership with Jarirbooksusa.
Visit Jarirbooksusa on Social Media
© 1992-2025 alkitab.com - All Rights Reserved. Thank You for Visiting
إن معاهدنا وجامعاتنا تقطع سياق هذه الحضارة ووحدتها، فيما تسميه "الضرورات الزمنية" حيناً، و"المنهجية" حيناً آخر، و"التخصصية" حيناً ثالثاً. فتدرس النشاط الاقتصادي في سنة أو مساق، والحياة الاجتماعية في مساق آخر، والحركة العلمية في مساق ثالث، والنظم الإدارية في مساق رابع. لا بل أنها حتى وهي تدرس كل واحد من هذه المساقات تتعامل معه مقطعاً مجزءاً لا يكاد يملك خصوصياته وتميزه على مستوى التصورات التي تصوغه والممارسات التي تنزل به إلى واقع الحياة.
وهكذا تصير دراسة الحضارة الإسلامية. في نهاية الأمر. لهاثاً وراء مبررات الجزية ودفاعاً عن موقف الإسلام من فرضها على أهل الكتاب. وركضاً وراء قوائم الضرائب الأخرى، ومتابعة للمحتسب وهو يتجول في الأسواق لمعاقبة المخالفين. كما تصير استعراضاً وصفياً صرفاً لمنظومة الدواوين التي لا أول لها ولا آخر، وللصراع على منصب الوزارة، وللترتيبات الأمنية والعسكرية للشرطة والجيش، كما تغدو في السياق العلمي تصنيفاً فجا للعلوم النقلية والعقلية. وإحصاء للمدونات التي كتبها الأجداد. وفي سياق العمران يلقن الطلاب وصفاً مادياً مملاً لمفردات الريازة وقياساتها وأحجامها بعيداً عن الخلفيات الرؤيوية التي وضعت لمساتها عليها وقدمتها للعالم وهي تحمل خطاباً معمارياً عز نظيره بين الثقافات.