يتميز سوقنا العربي بالكثير من كتب الطهي التي تحتوي على كم هائل من الوصفات. فمطبخنا العربي غني بالأطباق المميزة، التي ما زالت أسرارها غامضة. ومما لا يخفى على أحد أن إعداد الأطباق بمعرفة هو تعبير عن الإبداع وفن قائم بذاته، تستطيع السيدة من خلاله تقديم لوحات من الإبداع الشخصي الممهرة بأفكار خاصة ووصفات مميزة، تجعل من مائدتها لوحة إبداعية متكاملة. وقد يتصور البعض أن تحضير الطعام عملية صعبة ولكنها في الأصل ليست كذلك إنما هي فن وإبداع وتذوق لعناصر ثلاث تجتمع لتجعل من ربة المنزل طاهية مبدعة مرضية لأذواق عائلتها على اختلاف أذواقهم. والشيف "منال العالم" سعت لتقدم الفنون لهذه الأم حيث اعتنت بوضع كتاب حمل إسمها وحملت صفحاته ألذ وأطيب الوصفات من المطبخ العربي والغربي، والأكثر شهرة، فكانت هذه التشكيلة من الوصفات المختارة، والوصفات التقليدية، الشعبية، العالمية، العربية والغربية، حيث أتاحت لربة المنزل ولكل هواة الطبخ فرصة لإعداد مائدة متكاملة ترضي كافة الأذواق وهي لم تكتف بتقديم كتابها هذا بل أطلت من خلال البرامج التليفزيونية التي قدمتها على الشاشات العربية المتنوعة، أطلت لتقدم للسيدة العصرية ألذ ما قدمه المطبخ العربي والغربي من أطباق المائدة بمحاولة تقديم كافة الوصفات بطريقة سهلة وواضحة الخطوات. وكما قدمتها على الشاشة الصغيرة، إعتنت "منال العالم" بتقديم هذه الوجبات بطريق الخطوة خطوة في كتابها هذا الذي جاء بمثابة مرجع كامل للعديد من الأطباق الشاملة لمائدة وقوائم أو وجبات طعام متكاملة سهلة الإعداد ونتيجتها دائما أطباق لذيذة تأثر العين قبل الفم. وهي لم تكتف بتقديم الوصفة إنما قامت بإضافة ملاحظة جاءت بنهاية كل وصفة، قدمت فيها النصح والإرشاد وأيضاً قد تكون فكرة جاءت بها لتطوير الطبق باستعمال مكونات أخرى أو بدائل للوصفات، وهذه ستجعلك تشعرين وكأنها قد دخلت معك المطبخ لتعيش تجربتك مقدمة العديد من النصائح والحلول الملائمة لكافة ماتواجهين من عقبات في المطبخ. كما وأنها لم تنس إضافة الصور الفاخرة والفاتحة للشهية والمصورة خصيصا لكل طبق. أما المقدمة التي سبقت بها كل وصفة فهي بمثابة تعليق صغير يُفتح على عالم من المعلومات المرتبطة بالوصفة وأيضا يعتبر دردشة وحوار شخصي بينها وبين ربة المنزل أو الهاوي. هذا وقد إبتدأت كتابها بوصفات السلطة الشهية المهمة جدا على المائدة والتي يتم تقديمها في بداية الوجبة أو كمرفق مع الطبق الرئيسي، وأفضل أنواعها السلطة الخضراء والتي تحتوي على نسبة كبيرة من الأوراق الخضراء وتشكيلة من الخضروات الطازجة، وهناك العديد من أصناف السلطة يدخل في تركيبها بعض الحبوب والبقول أو بعض اللحوم أو الأسماك، فتعتبر كأنها وجبة خفيفة. حيث من المهم التركيز على أسلوب تقديم السلطة بشكل جذاب فاتح للشهية, وابتكار أفكار للتقديم تعتمد على استغلال تلك الألوان الجذابة والمتناسقة للخضروات فيكون طبق السلطة لوحة مرسومة تتزين بها المائدة على شكل طبق واسع يجذب الأنظار ويفتح الشهية.

أما الفصل الثاني من الكتاب فخصصته للحساء وهو عبارة عن طعام سائل مكون من عدة أطعمة ممزوجة مع بعضها، في بعض الأوقات يستعمل فيها اللحوم والدجاج والأسماك أو الخضروات فقط، أو يستعمل فيها الحبوب والحنطة، وهناك أيضا أطباق الشوربة المكونة من خلاصة المرق فقط. وبصفة عامة تقسم الشوربة إلى نوعين، الشوربة الخفيفة السائلة والشوربة الثقيلة. وتعتبر الشوربة وجبة خفيفة وسهلة الهضم، ومن الأصناف المناسبة جدا لتغذية الأطفال وكبار السن.

أما المقبلات فهي عبارة عن أطباق تقدم قبل الوجبة الرئيسية و هي أطباق خفيفة تحتوي على نسبة قليلة من اللحم أو الدجاج وهي تعد بمثابة فواتح للشهية. والفصل الرابع خصصته للأطباق الجانبية التي تعتبر منافسة للطبق الرئيسي في بعض الأوقات، ويعتبر كوجبة خفيفة تقدم في الغذاء أو العشاء، وفي بعض الأطباق الجانبية يدخل بعض اللحوم المفرومة أو الدجاج، وأيضا ممكن أن تعتبر المعجنات كأطباق جانبية حسب الحشو المستعمل، وتعتبر الخضروات من الأصناف الرئيسية التي تستعمل في الأطباق الجانبية. وجاء الفصل الخامس متخصصا بملك المائدة، الأطباق الرئيسية، المحتوية على صنف من اللحوم أو الأسماك أو الدواجن، ويعتبر أثقل صنف في الوجبة، وقد يستهلك وقتا طويلا والعديد من المكونات والخطوات لتجهيزه، وأيضا يتطلب الجزء الأكبر من الميزانية الموضوعة للوجبة. وعادة ما يقوم الطاهي بالتركيز على أسلوب التقديم والتزيين.

هذا وقد ميزت كتابها بأطيب الحلويات الشرقية العريقة، وإن كانت صناعة الحلويات الشرقية هي عالم غامض يحتوي على العديد من الأسرار يتوارثها أصحابها ولا يوجد بها الكثير من المراجع أو الكتب التي تعرض فيها الوصفات. وتتوارث البنات أسرار هذه الصنعة من الأمهات والجدات، ونجد بعض الوصفات ما زالت تحتفظ بصيغتها القديمة والشعبية ولكن هناك الكثير من الأطباق تبدلت وتغيرت مع الوقت. وتتميز الحلويلت الشرقية باستعمال الشيرة أو القطر (الشربات) وهو شراب سكري يتم تجهيزه مسبقا ويسقى به الحلويات.

كما ولم تنس المؤلفة إضافة فصل أخير عن الحلويات الغربية التي تحتاج إلى مهارة في التصنيع وأيضا مهارة في أسلوب التزيين والتقديم، يشتهر المطبخ الفرنسي بإبداعاته اللذيذة بأصناف عديدة من الحلويات الغربية بسهولة صنعها وتعتمد في معظمها على التورتة والبسكويت والمعجنات.